ثورة الأرض
ثورة الأرض جوزيه ساراماجو تتمتع الأرض أيضا بالمنظر الطبيعي. ومع أن بقية الأشياء ينقصها شيء، إلا أن المنظر دائما فائض بغزارة، تلك الغزارة التي يمكن تفسيرها فقط بالمعجزة التي لا تكل، ذلك لأن المنظر الطبيعي بلا أدنى شك أقدم من الإنسان، وبرغم هذا الوجود السرمدي، ما زال باقيا لم ينفد إن أردنا أن نصفها، فهى أرض رحبة، حدباء، بها شيء من ماء الضفاف، تجود به السماء أحيانا وتبخل أحيانًا أخرى، وصوب الجنوب تمتد مستوية، ملساء مثل كف اليد، مع أن جزءاً كبيراً منها، بقصد من الزمن، مال للانغلاق على نفسه مع مرور السنين فصارت مثل يد الفاس أو المنجل أو المحش. إنها الأرض التي تشبه أيضًا كف اليد فى أنها مغطاة بخطوط وسبل، وطرقها الحقيقية التى ستصبح فيما بعد قومية، عندما لا تتبع المجلس المحلى تصل الثلاثة طرق لأن الرقم ثلاثة رقم شاعری سحرى، وكنسى وكل الأمور الأخرى نجدها مفسرة فى هذه الخطوط ذهابا وإيابا ، بسككها ذات القدم الحافية والعارية بين الحقول والشجيرات بين جدامات القمح والزهور الحسناء، بين السور والصحراء. منظر طبيعي هائل. يستطيع المرء أن يمشى من هنا طيلة حياته دون أن يعثر على نفسه أبداً، إن ولد تائه...