الحياة الجديدة


الحياة الجديدة
اورهان باموق




عندما قامت أمى لغسل الأطباق، أردت أن اساعدها، فمن الممكن للمستها أن ترجعنى للحاضر.



للحظة شعرت بوزن البحر المتمايل بخفة مثل ضوء موتى غير المبرر الذي شعرت به اثناء قراءتي للكتاب، و لكن هذا لم يكن إحساس ب "أن النهاية قد اتت" نتج عن الموت الحقيقي؛و لكنه كان أكثر منه فضول و إثارة لشخص ما يبدأ حياة جديدة و هذا الإحساس حركني.


اخرج من الجيب الداخلي لسترته اختراعه المتواضع. كان مجرد ساعة للجيب، لكنها حساسة للسعادة؛ فهي تتوقف عندما تكون سعيدا لدرجة ان الساعة التي تكون سعيدا فيها يمكن ان تستمر للابد.


فيفكر في نفسه، "عندما تفكر في الامر، الظلم و الشر موجودان في كل مكان في العالم"؛ وينظر للخلف الي امريكا من علي سطح السفينة التي صعد علي متنها شاعراً بالحنين إلي اسطنبول، قائلاً: "المهم هو ان تعيش بحيث تبقي الطيبة بداخلك سليمة"


"لو فشلت اتفاقية السكك الجديدية" كان 'بيتر'يقول بقلق في واحد من البالونات: "التنمية في بلدنا سوف تتدهور، وما يدعوه الناس حادثة سوف يصبح مسألة قدر.. يجب ان نحارب حتي النهاية، يا 'برتف'! .. كم اعتدت ان احب علامات التعجب الكبيرة التي تتبع الصيحات المكتوبة بخط اسود عريض التي تملأ البالونات! "احذر" كان يقول 'برتف' ليصيح في 'بيتر'، محذراً إياه ليتفادى السكين قبل ان يطعنه مجرم ما حقير في ظهره. "وراءك!" هكذا يصرخ 'بيتر' الذي - دون ان يزعج نفسه بالنظر للخلف - يطوح بقبضته، التي تضرب ذقن احد أعداء السكك الحديدية


سقوط الحضارات العظيمة يشار إليه اولاً بالتداعي الأخلاقي للصغار. فالصغار لديهم القدرة علي نسيان القديم بلا ألم وبنفس سرعة تخيلهم للجديد.


جمعت مبدأ الوقت الخاص بي، رافضاً الخضوع ولا للتاريخ ولا لهؤلاء الذين يريدون أن يحكموه


انت تسأل طفل لماذا يبكي؛ هو يبكي لجرح عميق بداخله لكنه يخبرك بانه يبكي لأنه فقد "برّايته" الزرقاء.


تفاقمت الغيرة بداخلي فوراً، الرغبة في ان ارتكب شيئاً شريراً، لكني اصبحت واعياً بشئٍ اكثر كرهاً. إذا سحبت مسدسي و أطلقت الرصاص عليه في حدق عينه، فسأظل لم أؤثر في هذا الرجل الذي وصل إلى سكون الزمن الأبدي من خلال الكتابة. سيظل فقط يتقدم في طريقه - ولكن في هيئة مختلفة - خلال الوقت الذي في حالة ثبات تام، كانت روحي القلقة التي لا تعرف الراحة تكافح لتذهب إلي مكان أو آخر، مثل سائق حافلة نسي وجهته


الصمت. صخب الموت لروح تحتضر.


الحب رغبة ملحة في العثور على مرفأ آمن لروحك الإنسانية.


من الذي اصر أن من الإجباري على المواطنين أن ينظروا لبعضهم البعض نظرات عدائية لكي يشعروا بالأمان في الأماكن الحديثة مثل المصاعد، صفوف تغيير العملة ، حجرات الإنتظار؟


لم استطع فهم كيف تحولت هذه المدن الصغيرة البريئة و شوارع الأحياء التي بدت و كأنها تخرج من رسومات مصغرة - حيث مشينا انا و جنان نتجول شاعرين بالمرح والسحر كما لو كان سُمح لنا بدخول الحديقة الخلفية لسيدة مسنة طيبة القلب - الى مجموعة من المراحل المخيفة التي كانت نسخاً كربونية من بعضها البعض، مليئة بعلامات الخطر ونقاط التعجب.


تململ في كرسيه، واستدار بوجهه ناحية الضوء الرمادي القادم من الحديقة، و سألني على غير المتوقع إذا كنت اعرف الألمانية ، و دون ان ينتظر إجابتي ، قال: " شاسهات". ثم اوضح ان الكلمة "تشكمات" هي مزيج أوروبي صنع من الكلمة الفارسية لملك، "شاه"، والكلمة العربية "مات" كنا نحن من علّم الغرب لعبة الشطرنج. في ساحة الحرب المادية، تصارع الجيوش السوداء و البيضاء الخير و الشر في أرواحنا. وماذا فعلوا؟ لقد صنعوا ملكة بدلا من "وزيرنا" واسقُفاً بدلا من "الفيل"؛ لكن هذا لم يكن مهماً في حد ذاته. ما كان مهما،ً انهم  قدموا لنا الشطرنج مرة اخرى على انه نصر لذكائهم ومفاهيمهم العقلانية في عالمهم، اليوم نحن نكافح لنفهم احاسيسنا الخاصة خلال طرقهم العقلانية، مفترضين أن هذا ما اصبحت تعنيه كلمة "متحضر".


اليوم نحن منهزمون كلية، لقد قام الغرب باستنفادنا، وطأوا باقدامهم عندما مروا، قاموا بغزونا حتى وصلوا إلى حسائنا، حلوانا، ملابسنا الداخليه ، لقد دمرونا، لكن في يوم ما ربما بعد ألف سنة من الآن سوف ننتقم لأنفسنا؛ سننهي هذه المؤامرة بإخراجهم من حسائنا، من حلوى اللبان الخاصة بنا، من ارواحنا، الآن هيا تابع وتناول حلوى النعناع، لا تبكي على اللبن المسكوب.


Comments

Popular posts from this blog

Understanding Power: The Indispensable Chomsky

ثورة الأرض

The God Of Small Things