الثورة 2.0

الثورة 2.0
وائل غنيم



فلسفته [والد وائل] في الحياة عبّر عنها بحكمة كثيرا ما كان يرددها ( طنّش، عش، تنتعش). وكان يفضل تجاهل المشاكل على مواجهتها بقدر الاستطاعة. أنا لا الومه؛ فلقد كان هذا تأثير ثورة ١٩٥٢ على الأجيال التى عاصرتها و تبعتها.

أنا مليش في السياسة، كان هذا موقفى وموقف غالبية المصريين من النشاط السياسى، مخزون متوارث من الخوف من مصير مجهول لكل من يجرؤ أن يدخل هذا العالم بدون أن يكون عضواً في حزب الأغلبية الحزب الوطنى الديمقراطى. تفادى أغلبنا الخوض في العمل السياسى وأقنعنا أنفسنا أنه ليس بيدنا شيء نستطيعه لتغيير الوضع الحالى. 

جهاز الشرطة السرية (أمن الدولة) ومن قبله (البوليس السياسى) أيام الملك، أنشأ حاجزاً نفسياً بين المصريين والسياسة؛فجيل الآباء الحاليين الذى نشأ في الخمسينيات والستينيات، عاش أسوأ فترات القمع فى تاريخ مصر الحديث من اعتقالات وتعذيب ومحاكمات عسكرية وغيرها من وسائل الإرهاب التى جعلت الكثير منهم يؤثر السلامة، وبالتعبير المصرى (ياكل عيش). الجيل الذى نشأ في كنف ثورة 23 يوليو 1952 تعلّم أنه لا شيء جيداً يمكن أن يأتى من وراء السياسة؛ فحتى بين أفراد العائلة كان الناس يخافون أن يكون بينهم واشٍ إن تحدثوا في السياسة. هذا الجيل ربّى أولاده (قبل أي شيء) على أن يخافوا السيسة وبطش جهاز أمن الدولة، أحياناً أشعر أننا كمصريين تربينا على الخوق من الوقوع في قبضة الشرطة السرية أكثر من الموت ذاته.

دنيا النشطاء صغيرة فعل

عمرو سلامة: مفيد ليا إنى أعرف انا منين وفين، فين المكان اللى أنا منه، وهو بتاعى، اللى بيتى فيه، وسريرى فيه، اللى بحس فيه إنى وصلت خلاص مش مستنى إمتى هروّح

عمرو سلامة: عرفت إنى لو مت هبقى شهيد وأكيد هبقى فى مكان أحسن

الحياة خارج الميدان كانت عادية وروتينية جداً كما لو لم تكن هناك أى مظاهرات عارمة اندلعت على بعد امتار من المطعم

أكبر مشكلة إن اللى قدامك يقول: أنا عارف مصلحتك أكتر منك.. عشان أنا عندى خبرة أكتر منك.. ويختزل صوتك ورأيك ويحرمك من المشاركة والتفكير وإنك تغلط وتتعلم. 

كل هذه الأحداث المتسارعة أكدت لى واحدة من أهم الإستراتيجيات التى تعلمتها من الثورة: لكى تحقق رؤيتك سيكون الأصدقاء وقنوات الإتصال أهم من اى خطط قد تقوم بها؛ فالعالم يتحرك أسرع من أفضل خطة ستضعها للتعامل معه.

لم أكن احب فكرة صناعة الرموز و الأبطال، فالشعب هو البطل، والحق هو الرمز.و

كنت أظن أن ارتباط الناس بالأفكار أفضل وأقوى من الأشخاص الذين يمكن تشويههم والتشكيك فيهم.

تناسى [عمر سليمان] أن الوعى الذى يتحدثون عن غيابه كان النظام هو اول من غيبه عن طريق تدهور ظروف البلد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.



Comments

Popular posts from this blog

Understanding Power: The Indispensable Chomsky

ثورة الأرض

The God Of Small Things