الإسلام بين الشرق و الغرب
الإسلام بين الشرق و الغرب على عزت بيجوفتش لا أهمية لما تقره الفلسفة او لا تقره، لأن الحياة، وهى اسمى من الفكر، لا يجب أن يحكم عليها الفكر. و حيث إننا بشر، فإننا نحيا واقعين. و قد نستطيع أن ننكر هذين العالمين، و لكننا لا نستطيع الفكاك منهما، فالحياة لا تتوقف كثيراً على فهمنا لها. الدين و المادية هما الفكرتان الأوليتان في العالم لا يمكن تجزئتهما إلى ما هو أصغر منهما... إنه من المستحيل أن تجد حجة منطقية تجادل بها اياً من هاتين الفكرتين العالميتين، فكل واحدة منهما فى ذاتها نظام منطقى، و ليس هناك منطق اعلى منهما للحكم عليهما. ولا يوجد، من حيث المبدأ و الخبرة، أسمى منهما سوى الحياة الإنسانية نفسها. فأن تحيا، و فوق كل شئ أن تحيا حياة كاملة خيرة، هو امر اكثر من أى دين و أكثر من اى اشتراكية. إذ يبدو واضحاً ان الإنسان و هو يمارس حياته الواقعية، لا يمكن أن يعيش وفقاً لفلسفة ثابتة. يمكننا ان نقول ان الاسلام يعنى ان نفهم و ان نعترف بالازدواجيه المبدئية للعالم، ثم نتغلب على هذه الازدواجية. إن داروين و مايكل انجلو يمثلان فكرتين مختلفتين عن الإنسان و حقيقتين متعارضتين...