يوميات عام سيء
ثمة إجماع فى الرأى انبثق من تربة الفكر الأفريقى مفاده أنه مع انقضاء الجيل السابع لا يعد بمقدورنا أن نميز التاريخ من الاسطورة يبشر هذا الضرب من الديمقراطية الناس بالتمرغ فى نعماء الاختيار بعد طول قهر و حرمان إذا كان لزاماً عليهم أن يختاروا "أ" و لا أحد غيره ،فى حين أنهم الآن ينعمون بفرصة الإختيار بين "أ" و "ب". إذاعة الحرية تعنى خلق الظروف والأحوال المواتيه للإختيار بحرية تامة بين "أ" و "ب". و لذا فإن نشر الديمقراطية و نشر الحرية متلازمان كالشيء و ظله من العبث الإصرار على قصر الخطاب السياسي على زمرة رجال السياسة باصطناع أسلوب منهاجى لهذا الخطاب ذى نبرة متعالية تسرى فى كلماته رنة العظماء حين يتحدثون إلى من يصغرونهم منزلةً وقدرا "ربما كان المرء فى بداية عهده بالعبودية يصدع لأوامر الدولة و يعانى الآمه فى صبر و يشيع كبرياءه إلى القبر و هو كظيم. بيد أن من جاءوا بعده اشتملوا بأردية التذلل و الخضوع فغمسوا اللقمة فى ذل الخنوع، و عبدوا مذلهم. فعكفوا على خلاف أسلافهم -طوعا لا كرها - وترعرعوا فى أحضان العبودية يطيبون ...