يوميات عام سيء
ثمة إجماع فى الرأى انبثق من تربة الفكر الأفريقى مفاده أنه مع انقضاء الجيل السابع لا يعد بمقدورنا أن نميز التاريخ من الاسطورة
يبشر هذا الضرب من الديمقراطية الناس بالتمرغ فى نعماء الاختيار بعد طول قهر و حرمان إذا كان لزاماً عليهم أن يختاروا "أ" و لا أحد غيره ،فى حين أنهم الآن ينعمون بفرصة الإختيار بين "أ" و "ب".
إذاعة الحرية تعنى خلق الظروف والأحوال المواتيه للإختيار بحرية تامة بين "أ" و "ب". و لذا فإن نشر الديمقراطية و نشر الحرية متلازمان كالشيء و ظله
من العبث الإصرار على قصر الخطاب السياسي على زمرة رجال السياسة باصطناع أسلوب منهاجى لهذا الخطاب ذى نبرة متعالية تسرى فى كلماته رنة العظماء حين يتحدثون إلى من يصغرونهم منزلةً وقدرا
"ربما كان المرء فى بداية عهده بالعبودية يصدع لأوامر الدولة و يعانى الآمه فى صبر و يشيع كبرياءه إلى القبر و هو كظيم. بيد أن من جاءوا بعده اشتملوا بأردية التذلل و الخضوع فغمسوا اللقمة فى ذل الخنوع، و عبدوا مذلهم. فعكفوا على خلاف أسلافهم -طوعا لا كرها - وترعرعوا فى أحضان العبودية يطيبون نفسا و يفركون أيديهم حبورا بما أفاء عليهم الحظ من نعمة ، و قد لزموا القناعة بما قسم لهم.".. شد ما يأسرنى لابوتى بقوة حجته و تصويره!.. بيد أنه يجانب الصواب حين يقصر موقف الرعية حيال الدولة على اصطناع موقف الإذعان و الرضوخ من جانب ، و التمرد الثائر على العبودية من جانب آخر. فثمة منهاج ثالث يؤثر الآف و ملايين البشر كل يوم أن يسلكوه، و هو التقوقع فى شرنقة النفس و الانسحاب إلى داخل الذات ، لإيمانهم بصدق المقولة المأثورة: تلحّف بالخمول تعش سليما.
حتى يكاد المرء يؤمن بأنهم لم يفقدوا إحساسهم بالحرية فحسب بل يداخلهم إحساس بالزهو لظفرهم بالعبودية
ً
من يجرؤ أن يدعى أن العالم سيكون فى وضع أسوأ مما هو عليه الآن لو اعتدنا أن نتقارع على عدد من المرشحين منذ أول عهدنا بحكم الدولة ،فمن واقعته القرعة منهم كان هو الحكم ؟
فالديمقراطية لا تسمح بممارسة السياسة خارج أسوار النظام الديمقراطى -فهى- من هذا المنظور -تتسم بالشمولية و الطغيان.
لم استجب قط لدعاء شهوة الاستحواذ على الاشياء. فلست منهوماً بلذة التملك ويصعب علىّ تخيل نفسى مالكاً لأى شيء.
ألا ترى فيما أسلفت مقدمة لقصة لن يُقدر لها أبداً أن ترى نور المطابع
ولعل جميع اللغات فى نهاية الأمر لغات أجنبية نحس حيالها بغرابة لشذوذها عما يلتئم مع طبيعتنا الحيوانية
البشر ليسوا جزراً منعزلة

Comments
Post a Comment