زقاق المدق
زقاق المدق
نجيب محفوظ
هذا الزقاق لا يحوي إلا موتى. و ما دمت فيه فلن تحتاج يوما للدفن.
إنه زقاق لا يعدل بين أهله، ولا يجزيهم على قدر حبهم له.
كلمات الحب خليقة بأن تطرب الآذان و لو لم ترجع القلوب أنغامها.
وما الدنيا - لو تعلمين - إلا أسماء
اسم جميل. ومن جماله ألا معنى له. فالاسم الذي لا معنى له يحوي المعاني كلها.
فلا يكاد يأتي المساء حتى يجر النسيان ذيوله على ما جاء به الصباح
وانزاحت هذه الفقاعة أيضاً كسوابقها، واستوصى المدق بفضيلته الخالدة في النسيان و عدم الاكتراث، وظل كدأبه يبكي صباحاً -إذا عرض له البكاء - ويقهقه ضاحكا ً عند المساء ، وفيما بين هذا و ذاك تصر الأبواب و النوافذ وهي تفتح ثم تصر كرة أخرى وهي تغلق.

Comments
Post a Comment