ما لا يسع المسلم جهله
ما لا يسع المسلم جهله
الفصل الأول: أركان الإيمان
نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالى.
ونؤمن بأن الإيمان قول وعمل واعتقاد، فالذين أخرجوا جنس الأعمال من حقيقة الإيمان وقصروا الإيمان على مجرد التصديق مبطلون
1- الإيمان بالله
نؤمن بوحدانية الله وبإنها الفطرة. ونؤمن بأن الإيمان شرط لصحة قبول العبادات، فكما لا تقبل الصلاة بغير وضوء لا تقبل عبادة بدون إيمان.
ونؤمن بأن الحجة القاطعة والحكم الأعلى هو الكتاب والسنة لا غير، وأن ما تنازع فيه المسلمون من شيء فإن مرده إلى الله ورسوله. وأنه لا تثبت العصمة لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا لمجموع الأمة، فهي التي قد عصمها الله تعالى من أن تجمع على ضلالة، ولابد أن يكون لهذا الإجماع مستند شرعي قد انعقد عليه.
ونؤمن بأن سلفنا الصالح كما كانوا المرجع الموثوق به في نقل نصوص الوحي فإنها المرجع كذلك في فهم المحكمات والقطعيات من هذه النصوص، فما انعقد عليه إجماعهم فهو الحق الذي لا معدل عنه، ولا يجوز أن تفهم نصوص الوحي بمعزل عنه.
ونؤمن بأن الشرك نوعان: الشرك الأكبر، وهو أعظم الظلم وأكبر الذنوب ولا يغفره الله إلا لمن تاب، وهو محبط لجميع الأعمال، [وهو كأن يجعل الإنسان لله نداً، فيصلي له أو يدعوه ليغيثه]. والشرك الأصغر ومنه الرياء والحلف بغير الله ويعد من كبائر الذنوب، وهو محبط لما دخل فيه من الأعمال.
2- الإيمان بالملائكة
نؤمن بالملائكة وبأنهم عباد مكرمون، خلقهم الله من نور، واستعملهم في طاعته، فلا يخالفونه ولا يعصونه.
ونؤمن بجميع ما ورد في صفاتهم في الكتاب والسنة. فهم أولوا أجنحة مثنى وثلاث ورباع ويزيد في الخلق ما يشاء، ومنهم الموكل بالوحي وهو جبريل عليه السلام، ومنهم الموكل بالصور وهو إسرافيل. ومنهم منكر ونكير، ومنهم الكرام الكاتبون، ومنهم الحفظة.. الخ.
3- الإيمان بالكتب
نؤمن بجميع ما أنزل الله على رسله من الكتب، وأنها اتفقت جميعاً في الدعوة إلى التوحيد، وإن تفاوتت في بعض فروع الشرائع.
كما نؤمن بأن القرآن قد نسخها كلها بعد أن امتدت إليها يد البشر بالتحريف والعبث وانتهى العمل بها، وأن ما ورد بها من أخبار وشرائع ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم شهد القرآن بصحته فنؤمن به، وقسم شهد القرآن ببطلانه فنرده ونعتقد أنه مما حرفه البشر من كلام الله، وقسم سكت عنه القرآن فنسكت عنه حتى لا نكذب بحق أو نصدق بباطل.
4- الإيمان بالرسل
نؤمن بجميع أنبياء الله ورسله من علمنا منهم ومن لم نعلم، ونؤمن على التخصيص بمن سمّاهم الله منهم في القرآن، وأقرب ما قيل في التفريق بين النبي والرسول أن الرسول من أوحى إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله.
ونؤمن بأنهم جميعاً هداة مهتدون، قد بلغوا جميع ما أنزل إليهم من ربهم، ونصحوا لأممهم، وجاهدوا في الله حق جهاده.
5- الإيمان باليوم الآخر
ونؤمن بالآخرة وبأن علم الساعة مفتاح من مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله.
ومن علامات الساعة الصغرى: أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشوا الزنا، ويشرب الخمر، ويقل الرجال، وتكثر النساء. ومن علامات الساعة الكبرى: خروج المسيح الدجال وهو شخص يبتلي الله به عباده في آخر الزمان، يدّعي الألوهية. ويقدّره الله على أشياء من مقدوراته: كإقبال الدنيا على من يؤمن بباطله، وإدبراها عمن يرده عليه. وأمره السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، وإحياء الميت الذي يقتله.ومن علاماتها الكبرى نزول عيسى بن مريم متبعاً لرسول الإسلام، وحاكماً بشريعته. وكذلك خروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها.
ونؤمن بيوم القيامة وما يكون في هذا اليوم من بعث بعد الموت، وحشر الناس حفاة عراة، وعرض الخلائق جميعاً على ربهم بادية له صفاتهم ولا تخفى عليه منهم خافية، والحساب، وثواب وعقاب.
ونؤمن بالصراط، وهو جسر ممدود على متن جهنم، فهو قنطرة بين الجنة والنار. ونؤمن بالكوثر وهو الحوض الذي أعطاه الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ونؤمن بالشفاعة بشرطيها: إذن الله للشافع أن يشفع، ورضاه عن المشفوع له فيكون مرجعها كلها إليه. وهي للملائكة والنبيين والصالحين. ونؤمن بالجنة والنار، وأنهما معدتان قد أوجدتا بالفعل
6- الإيمان بالقدر
ونؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى، وذلك بالإيمان بأن الله قد أحاط كل شيء علماً وأنه وحده الخالق لكل شيء. ونعتقد أن المسلم لا يكفر إلا إذا نقض إيمانه بشرك، ولا يكفر بارتكاب الكبائر إلا إذا استحلها، وأن أصحاب الكبائر في مشيئة الله، إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم.
ونؤمن بأن الإسلام عقيدة وشرعية، وأن شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان، وأنه لا تحدث لأحد على وجه الأرض نازلة إلا وفي القرآن الدليل علي سبيل الهدى فيها. ونؤمن بأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن شر الأمور محدثاتها. ونؤمن بأن أصحاب النبي هم الصفوة من هذه الأمة، فنعقد قلوبنا على محبتهم والترضّي عنهم، والإمساك عما شجر بينهم، من غير أن نعتقد بعصمة أحد منهم.
ونؤمن بأن المسلمين أمة واحدة وأن أساس هذه الوحدة هو الإيمان. ونؤمن بأن كل المسلم على المسلم حرام، دمع وماله وعرضه، وأن المسلم أخو المسلم. ونؤمن بأن الغيبة من الكبائر. وهي ذكر الإنسان في غيبته بما يكره وإن كان فيه، ولا تباح الغيبة إلا عندما تتعين طريقاً إلى الوصول إلى غرض صحيح مشروع كالتظلم والاستفتاء والنصيحة والتحذير.
ونؤمن بأن البر والقسط هو أساس العلاقة مع المسالم من غير المسلمين.
ونؤمن بالشورى منهجاً للجماعة، وأساساً للحكم، وذلك في إطار سيادة الشريعة وكون نصوصها المعصومة مرجعاً يتلقى بالقبول والتسليم.
ونؤمن بأن الناس في طلب العلم ثلاثة: عامي؛ وهو لا يصح له مذهب، وأنما مذهبه مذهب من أفتاه. وطالب العلم؛ وله أن يطلب العلم على مذهب من المذاهب المدونى التي اتفقت عليها الأمة وهي الحنيفية والمالكية والشافعية والحنابلة، ويترقى في مدارج الطلب إلى أن يبلغ درجة الاجتهاد والاستقلال بالنظر. وعالم؛ وهو الذي حصل أدوات الاجتهاد، وبلغ مبلغ الإستقلال بالنظر، وعليه أن يرد الأمور مباشرة إلى الأدلة الشرعية، وليس له أن يقلد غيره في مسألة على خلاف ما اتنتهى إليه نظره فيها.
ونؤمن بأن كل المسائل الاجتهادية، وهي كل ما لم يرد فيه دليل قاطع من نص صحيح أو إجماع صريح، لا تكون من معاقد الولاء والبراء. ولا يضيق فيها على المخالف. وأنه لا يجوز أن تتفرق جماعة المسلمين بسبب الاختلاف في هذه المسائل.
الفصل الثاني: أركان الإسلام
ونؤمن بأن الإسلام بني على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت.
1- الشهادتان
ونؤمن بأن الشهادة أول واجب على المكلّفين، وأول ما يدعى إليه الناس من الدين. فنشهد لله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. وأن رسالته لا تخاطب العرب وحدهم
2- الصلاة
ونؤمن بأن من أداها على وجهها كانت له نوراً ونجاة، ومن تركها جحوداً فقد كفر، ومن تركها تهاوناً فتكفيره موضع اجتهاد. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ”إن بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة“، وقال: ”العهد بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر“ و
ونؤمن بأن الطهور شطر الإيمان، وأن الله لا يقبل صلاة بغير طهور، وأن الطهارة من الحدث الأصغر يكون بالوضوء ومن الأكبر بالاغتسال.
ويشترط لوجوب الصلاة: الإسلام — العقل — البلوغ — دخول الوقت.
ويشترط لصحتها: النية (وهي قبل الصلاة شرط وفي الصلاة ركن) — الطهارة — ستر العورة — استقبال القبلة
وأركان الصلاة هي: القيام في الفرض للقادر، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع ،والاعتدال منه، والسجود، والاعتدال منه، والجلوس بين السجدتين، والطمأنينة، والتشهد الأخير، والجلوس له، والتسليم، والترتيب بين هذه الأركان،
ومبطلات الصلاة هي: تعمّد ترك ركن من أركانها، أو بالأكل والشرب، وبالكلام لغير إصلاحها، وبالقهقهة، والعمل الكثير لغير ضرورة.
ومن سنن الصلاة: الاستفتاح، والتأمين، وقراءة ما تيسر من القرآن بعد قراءة الفاتحة في صلاة الصبح، وفي الركعتين الأوليين في الظهر والعصر والمغرب والعشاء، والجهر في الجهرية، والسر في السرية، وما زاد على المرة في تسبيح الركوع والسجود، ورفع اليدين في مواضعه، ووضع اليمين على الشمال في القيام، والصلاة إلى سترة قائمة كعمود أو صخرة ونحوه.
ومن مكروهات الصلاة: الالتفات، ورفع البصر إلى السماء، والتخصر، وتشبيك الأصابع، وفرقعتها، والعبث، ومدافعة الأخبثين، والصلاة بحضرة الطعام، والجلوس على العقبين، وافتراش الذراعين
نؤمن بأن صلاة الجماعة خير من صلاة الفذ بسبعة وعشرين درجة، وأنه يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، ثم أعلمهم بالسنة، ثم أقدمهم إسلاماً، وأكبرهم سناً. وأن من أم الناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة.
ونؤمن بأن صلاة الجمعة فرض على كل مسلم بالغ صحيح مقيم، وهي خطبة وركعتان بعد الزوال. وقد اتفق أهل العلم على حرمة البيع بعد النداء الثاني وبطلان هذا البيع هو أظهر القولين عندهم.
ونؤمن أن السنن الراتبة التي كان يداوم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان قبل الفجر، وركعتان قبل الظهر [أو أربع]، وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، بالإضافة إلى صلاة الوتر
ونؤمن بأن صلاة الجنازة على المسلم فرض على الكفاية
3- الزكاة
ونؤمن بأن إيتاء الزكاة ركن من أركان الإسلام، وأن الله شرعها طهرة للنفس من الشح والأثرة، ومواساة للفقراء، وإقامة للمصالح العامة.
وتجب الزكاة في الذهب والفضة وما حل محلهما من النقود المعاصرة، وتجب في النعم من الإبل والبقر والغنم، وتجب في الحبوب والثمار. وتصرف الزكاة للفقراء والمساكين والعاملين عليها والؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل
ونؤمن بصدقة الفطر، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضها طهرة للصائم من اللغو والرفث، وتجب بغياب آخر يوم من أيام شهر رمضان وينبغي أن تؤدى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد ولا يجوز تأخيرها عن يوم العيد.
4- صيام رمضان
وحقيقة الصوم الامتناع عن المفطرات الحسية والمعنوية كافة من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس. ويسن تعجيل الفطار وتأخير السحور.
ومن الصيام المسنون صيام ستة أيام من شوال، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده، والأيام البيض من كل شهر (13–14–15) ،ويومي الإثنين والخميس. ومن الصوم المنهي عنه: صوم الدهر كله، وصوم يوم العيد، وصوم أيام التشريق إلا لمن لم يجد الهدى، وأيام الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة.
ومن سنن رمضان المؤكدة: إحياء ليلة بالقيام، وكان قيامه صلى الله عليه وسلم في رمضان وغيره إحدى عشر ركعة
5- الحج
نؤمن بأن الحج فريضة على المسلم البالغ العاقل القادر. وأركان الحج الإحرام والطواف والسعي والوقوف بعرفة.

Comments
Post a Comment