منطق الطير
منطق الطير العطار فيا من لا وجود لسواك في طلعتك، أنت العالم أجمع ولا وجود لأحد غيرك، الروح خفية في الجسد، أما أنت ففي الروح اختفيت. فيا خفيا في الروح وأنت خارجها، إن كل ما أقوله ليس أنت، وهو أنت أيضاً، ويا من وقف العقل مشدوهاً أمام أعتابك، لقد أفقدته الاتزان في المسير صوبك، بك أرى العالم عياناً بالتمام، ولكن لا أرى أي علامة منك في هذا العالم. مرحباً بك أيها الحسون، لتتقدم مسروراً، وكن جاداً في الأمر، وأقبل في سرعة النار، وأحرق كل ما يعترض طريقك مما بك من حرقة؛ ولتغمض عين روحك عن الخلق، وحينما تحرق كل ما يصادفك، فإن نور الحق يزداد كل لحظة أمامك؛ وإن اطلع قلبك على أسرار الحق؛ فلتوقف نفسك على أكر الحق ولكن؛ حتى ولو تصبح طائراً كاملاً في أمر الحق؛ فلن تبقى؛ إنما يبقى الحق وحده، والسلام. اجتمعت طيور الدنيا جميعها؛ ما كان منها معروفاً وما هو غير معروف، وقالوا جميعاً: في هذا العصر وذاك الأوان لا تخلو مدينة قط من سلطان. فكيف يخلو إقليمنا من ملك؟ وأنى لنا أن نقطع طريقنا أكثر من هذا بلا ملك؟ ربما لو يساعد بعضنا البعض؛ لتمكنا من السعى في طلب ملك لنا، لأنه إذا خلا إقليم من ...